لنفهم من المنتصر والخاسر

 

>> صفحات خاصة >> محرقة غزة .. في أخر أيام 2008

لنفهم من المنتصر والخاسر في اي لعبة لازم نفهم قواعد اللعبة

لو طبقنا هذا الكلام على ما يحدث في فلسطين وطبقنا نظرية د/عبد الوهاب المسيري الذي انفق هو وفريق من الباحثين 25 سنة من عمرهم في كتابة موسوعة عن الصهيونية ليعرفنا كيف نضربها في مقتل، نجده انتهى من بحثه بعبارة واحدة لو فهمناها صح وحتى لو كسلنا نقرا موسوعة الصهيونية فاننا نستطيع هزيمة الصهيونية في اقل من 20 سنة ( كما تنبأ بذلك الشيخ ياسين الذي قرر ان دولة اسرائيل لن تشرق عليها شمس عام 2027 وعندما راجعه احد الصحفيين في هذا قبل استشهاده رد عليه بانه اكثر تشاؤما من بعض مفكري وقيادات وعلماء الصهاينة الذين يشككون في تجاوز الدولة العبرية عام 2017 )

نعود الى خلاصة المسيري
هذه الخلاصة هي
"الصهيوني اتى من انحاء العالم الى فلسطين ليعيش حياه افضل من التي يمكنه ان يعيشها في اوربا وامريكا، وان الصهيوني الذي يقتنع بالفعل ان المقاومة مستمرة وقادرة على ازعاجه مجرد ازعاجه بتهشيم زجاج سيارته او اسماعه دوي انفجار كل مدة من الزمن او ارغامه على المبيت في الملاجئ بعض الايام من كل سنة فان اقتنع الصهيوني ان هذا الوضع سيستمر لا امل في انهائه فانه لا يتردد مطلقا في الهجرة من فلسطين وتركها للابد. وعلى من يريد رصد نجاح المقاومة او فشلها ان يتجنب النظر لاعداد القتلى عندنا وعندهم لان الطبيعي في كل تاريخ الحروب والمقاومة في العالم فان الطرف المستعمر كانت خسائره المادية اقل كثيرا من الشعوب المقاومة. ولكن لو اردنا قياس مدى نجاح المقاومة فعلينا البحث عن ارقام اخرى اكثر دلالة

ما هي هذه الارقام ؟

· ارقام الهجرة التي توقفت والتي لم تكن تنقطع قبل الانتفاضة وفي فترات هدوئها.

· ارقام الصهاينة الحريصين على التجنس بجنسيات اجنبية بجوار الجنسية السرائيلية رغم ان هذا كان من المحرمات في العقيدة والفكر الصهيوني لكن الواقع ان ما يقارب ثلث الصهاينة حاليا يحملون جنسيات وجوازات سفر اجنبية.

· ارقام من يقضون الاعياد بما فيها الاعياد اليهودية خارج حدود فلسطين بينما كان اليهود حتى وقت قريب من كل انحاء العالم يقضون الاعياد المقدسة في فلسطين، في مقابل ازدياد الرغبة الفلسطينية في صلاة العيد في ساحات المسجد الاقصى رغم التهديد الاسرائيلي بالقصف.

· ارقام المتهربين من التجنيد.

· متابعة اعلانات وتسهيلات البنوك الاسرائيلية لشراء عقارات في امريكا واوربا (فرنسا تحديدا) وبالتقسيط مما يعني اعداد كل مستوطن صهيوني لمكان بديل حالة استمرار المقاومة وان هذه اصبحت رغبة منتشرة ما بين الصهاينة.

· اعداد من يحملون الجنسية الاسرائيلية اسما بينما يعيشون اغلب اوقات السنة خارج فلسطين.

· الاعفاءات الضريبية والتسهيلات والخدمات المجانية التي يتم رشوة المستوطنين بها للاقامة في المدن التي تطالها اعمال المقاومة (الصواريخ العبثية كما نقول عنها).

ومن ضمن معايير المسيري لقياس عمر الدولة الصهيونية بحثه في النكتة الاسرائيلية
وقد كان له في هذا بحث طريف منه هذه النكتة،
ومن النكات المتداولة في الشارع الإسرائيلي نكتة تقول:
طبيب يسال المريض ما مهنتك
المريض : كاتب
الطبيب: في اي المجالات تكتب
المريض : مستقبل دولتنا
الطبيب : اذن انت تكتب قصص قصيرة

انتهى ما لخصته بتصرف من كلام المسيري في خلاصات بحثه عن نقطة ضعف هذه الدولة وشيكة الزوال
هل كلام المسيري مجاملة لحماس او لغيرها من الفصائل؟
هل هو كلام غير علمي وان الرجل اضاع عمره في اوهام؟
هل قيادات الاستخبارات في امريكا واسرائيل لا يهمها هذا الكلام وتعتبره فلسفة وكل ما يهمها هو قتل اكبر عدد من الطرف الاخر دون حساب جدوى؟

ليست هذه هي الحقيقة، الحقيقة ان الامريكان والاوربيين والصهاينة يحسبون الامور بحسابات اكثر فلسفة وتعقيدا مما نتخيل
الدليل: ايام ازدهار المقاطعة تعرضت شركة كوكاكولا مصر لخسائر فادحة قدرت بثلثي راس المال ونشر هذا في اعلانات رسمية في الاهرام وغيرها، وبحسابات الربح والخسارة كان يجب انسحاب كوكاكولا من السوق المصرية لكن الواقع انه تم دعم الشركة بعدة ملايين لتستمر في السوق المصري برغم الخسائر
اي ان هناك حسابات اخرى غير مشروع خاسر اوكسبان

ولقد قرات مرة مقال مترجم عن انزعاج دوائر الاستخبارات في امريكا واسرائيل لان المقاطعة حققت اقصى نجاح لها في سلع الاطفال

مما جعلهم يخرجون بنتيجة ان الجيل القادم (من كانوا اطفال عام 2000) هو جيل اكثر شراسة واكثر رغبة في المقاومة في حين ان الجيل الجديد في اسرائيل اسرع مللا من قصة تاسيس الدولة وكفاح الاباء واكثر تهربا من الجندية واكثر رغبة في الحياة الرغدة البعيدة عن المشكلات من الجيل الذي اسس الدولة .

اذن هناك حسابات اخرى، غير حسابات الاعلام العربي الساذج الذي يكتفي بتغطية اخبارية سطحية تقول لنا مات عشرة هناك مقابل 400 عندنا وكان النتيجة النهائية للمعارك ستتحدد بعدد القتلى من الطرفين

الواقع يقول
ان كل اسرة فلسطينية يموت لها طفل اوشيخ في فلسطين فانها تزداد تمسكا بالارض (الام الفلسطينية تقول عايزة اموت بجوار اولادي).

الاسرة الاسرائيلية التي يتعرض زجاج منزل جيرانها للكسر تفكر بجدية في الهجرة من الدولة المزعومة ولا يثنيها عن قرارها الا وعود السياسيين الصهاينة عن خطط جديدة لنزع فتيل المقاومة اوطرح مبادرة عربية جديدة للسلام

وقد اثبت المسيري رحمه الله هذا بجداول واحصاءات عن نسب الهجرة والاستيطان وارتباطها بمواسم المقاومة ومبادرات السلام او الاستسلام

ونخلص مما سبق
طائرات الـ f16 اثبتت ان الفلسطينيين نائمين في بيوتهم رغم القصف المستمر وانهم حتى لم يفكروا في ترك المنازل والمبيت في ملجأ اونفق، وان طائرات الـ f16 تدعو الفلسطينيين الى مزيد من الارتباط بالارض وانجاب المزيد من الابناء ليعوضوا من مات بما هو ات.

صواريخ المقاومة العبثية اوالصوتية من وجهة نظر اعلامنا السطحي كل صاروخ منها يبيت مدينة كاملة في الملاجئ ويغلق المدارس لايام ويضطر الصهاينة لتخفيض الضرائب وزيادة الخدمات رشوة للمستوطن الاسرائيلي حتى لا يهاجر ويتخلى عن حلم الدولة المزعومة.

وفي النهاية اختم بالاسم الذي اطلقته الالة الحربية الصهيونية على المعركة "كسر الارادات"

صواريخ المقاومة العبثية اصابتهم بانهيار عصبي
فهل كسرت ارادتكم يا اهل المقاومة
هل ستتخلى حماس والفصائل الفلسطينية عن العبث بالصواريخ
وهل سيخرج الشارع العربي متظاهرا ضد حماس يقول لها اوقفي هذا العبث
اما انا فاقول استمري يا حماس في الــ............ . الـجــهـــاد