من أخطاء بعض الصائمين والصائمات

 


الخطأ الأول: أن بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: { من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له } [رواه النسائي]. وقوله: { من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له } [رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني]. وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والتكلم بالنية ليسى واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح)

الخطأ الثاني: تعمد الشرب أثناء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصاً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر } فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه. [دروس وفتاوى الحرم].

الخطأ الثالث: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته.
قال الشيخ ابن باز: (من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). [مجلة الدعوة:1186].

الخطأ الرابع: أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة.

الخطأ الخامس: تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية افساد الصوم.
قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه). [فتاوى الصيام].

الخطأ السادس: أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة وهذا مخالف للسنة أن يؤذن حتى تغرب الشمس تماما ولا عبرة بغيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق ".

الخطأ السابع: غفلة الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم كأن يقول :
(( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة ))
(( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني )) أو يقول : (( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفرلهم وارحمهم )).

الخطأ الثامن: سرعة الغضب والصخب والرفث في نهار رمضان وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : «الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا رفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم» .
والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق.

الخطأ التاسع: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضا من رفع الأصوات في المساجد وهذا الجد ذاته فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلا و المكان فاضلا.
فلذا لزاما على المرأة المسلمة أن تحرص على اجتناب ذلك لتسلم من الإثم المترتب على تلك الأفعال.

الخطأ العاشر: تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:5]. قال بعض أهل العلم : " هم الذين يؤخرونها عن وقتها ". وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم : «الصلاة على وقتها» أو في «وقتها» وفي رواية : «على أول وقتها».

الخطأ الحادي عشر: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن أذانه احتياطا وهذا خطأ فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان فقد تنطع وتكلف بما ليس مطالبا به بلمن السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور.

الخطأ الثاني عشر: انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها : {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة في التجول والشراء وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين والواجب عليهم اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد المأذر وأيقظ أهله وأحيي ليله هكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين.

الخطأ الثالث عشر: المسارعة في قراءة القرآن بلا تدبر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقدا أن ما يفعله هو الصحيح ولكنه هو على خطر عظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر على رسول الله صلى اله علي وسلم وقال الله فيه : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4]، فالواجب: الترتيل في القراءة والتأني وتدبر معانيه.

الخطأ الرابع عشر: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد.