قاعدة "6" : رزقك لا محالة آتيك

 

>> صفحات خاصة >> رمضان 2011 >> قواعد الرزق

وهذا أصل مهم من أصول الإيمان؛ أن يعلم الجميع أن رزق الله تعالى الذي قدره لا يفوت العبد، بل لا بد من تحصيله، وقد قال في ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، ولا شيئا مما نهاكم عنه إلا وقد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين قد ألقى في رُوعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقَها)).

فلو أن الناس عملوا بذلك وآمنوا به لما كان هناك سرقة ولا نهب، ولا غصب ولا اختلاس، ولا تحايل على قضية الرزق، فما قدر الله تعالى آتٍ لا محالة، وما لم يقدر فلن يستطيعَه العبدُ ولو بذل في سبيل ذلك الدنيا وما فيها.

ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يقول ابن آدم: مالي مالي. وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت)) رواه مسلم.

ومن استعجل الرزقَ بالحرام مُنِع الحلالَ؛ رُوِي عن علي رضي الله عنه أنه دخل مسجد الكوفة فأعطى غلامًا دابته حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خطام الدابة وانصرف، فأرسل رجلا ليشتري له خطامًا بدينار، فاشترى له الخطام، ثم أتى فلما رآه علي رضي الله عنه، قال سبحان الله! إنه خطام دابتي، فقال الرجل: اشتريته من غلام بدينار، فقال علي رضي الله عنه: سبحان الله! أردت أن أعطه إياه حلالا، فأبى إلا أن يأخذه حراما!

وقيل لعيسى عليه السلام: لو دعوت الله تعالى أن يرزقك حمارًا؟ فقال: أنا أكرم على الله من أن يجعلني خادم حمار.

وقيل لأبي حازم رضي الله عنه: ما مالك؟ قال: شيئان: الرضى عن الله، والغنى عن الناس.

قيل له: إنك لمسكين. فقال: كيف أكون مسكينا ومولاي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.

وحكي أن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود باع دارًا بثمانين ألف درهم فقيل له: اتخذ لولدك من هذا المال ذخرًا.

فقال: أنا أجعل هذا المال ذخرًا لي عند الله عز وجل، وأجعل الله ذخرًا لولدي، وتصدق بها.

وعوتب سهل بن عبد الله المروزي في كثرة الصدقة، فقال: لو أن رجلا أراد أن ينتقل من دار إلى دار أكان يبقي في الأولى شيئا؟

وقال مورق العجلي: يا ابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص عمرك وأنت لا تحزن، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك.
 

(من كتاب: قضية الرزق- د. محمد عمارة)