كالمعتاد سائق الباص في طريقه من محطة الى آخرى ، وبينما هو في طريقه توقف باحدى 
المحطات ، صعد أحد الركاب وهو شاب عملاق كأنه بطل كمال أجسام ، وعلى وجهه علامات 
الشر قد تركت على وجهه أثار المشاكل . فسأله السائق عن التذاكر . فأجابه والشرر 
يتطاير من عينيه : "المعلم (ميمي) مابيدفعش تذاكر"، فتركه السائق على استحياء 
وتابع طريقه، وفي اليوم التالي ركب نفس العملاق ونظر اليه السائق برعب وسأله نفس 
السؤال بنبرة مرتعدة . 
فأجابه العملاق بغلظة : "المعلم (ميمي) مابيدفعش تذاكر!" 
. وتكرر هذا المشهد مرات ومرات . نفس السؤال ونفس الاجابة . دون أن يتجرأ السائق أو 
حتى يفكر في مناقشة العملاق . 
فارق النوم عين السائق وأصابته الكآبه والخجل من نفسه ومن الركاب اللذين ينظرون 
اليه على أنه جبان وبدأ يتغيب عن العمل في محاولة منه للهروب من المشكلة . ولكنه 
قرر أن يواجه نفسه ويتحداها ، فذهب بجسمه النحيل وقامته القصيرة الى احدى مراكز 
التدريب وسجل نفسه في دورات تدريب كمال أجسام ،كونغفو ، جودو وكارتيه ، ومضت أشهر 
وهو يكافح ويناضل من أجل تحرير نفسه من الخوف حتى أتقن كل فنون الدفاع عن النفس 
ونال منها أشكال من الميداليات وألوان من الأحزمة . حتى حانت لحظة المواجهة مع 
المشكلة . فعاد الى عمله المعتاد واتجه الى نفس المحطة ، وهو يبحث عن هذا العملاق 
وما أن صعدت الفريسة الباص حتى نهض السائق وسأله بنبرة يملؤها الثقة بالنفس : " 
تذاكر" ، فأجابه العملاق بنفس الطريقة : "المعلم ( ميمي ) مابيدفعش تذاكر" . 
فأمسك السائق بقميص العملاق من رقبته وسط ذهول الركاب وصاح بصوت عال وعينان تشتعل 
منهما النار .
"المعلم ( ميمي ) مابيدفعش تذاكر ليه يعني " ؟ 
فأجابه العملاق بصوت خافت :
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
"المعلم ( ميمي ) معاه اشتراك " !!!!!!! 
من فن الادارة : التأكد من وجود مشكلة قبل بذل أي مجهود لحلها